تسألنني أخوات كُثر عن الرؤية الشرعية وماذا تقول فيها أو كيف تعرف أن الأخ هذا ملتزم أم لا
وسأتحدث عنها ليعلم الجميع بدلًا من أن أحدث كل واحدة بمفردها
أولًا بمجرد تقدم الأخ لكِ، يقوم أهلك بالسؤال عنه وعن أحواله وذلك قبل دخوله البيت لرؤيتك، فإن كان أهلًا لكِ جاء ليراكِ
إن كنتِ مُنتقبة تخرجين كاشفة الوجه والكفين، ترتدين ثوب لا هو بالفضفاض ولا هو بالضيق، يعني ثوب يسهل عليه معرفتك إذا نظر إليكِ، فيعرف حجم جسدك إن كنت سمينة أو نحيفة، لعل الأخ يريد زوجة نحيفة أو سمينة أو ما بين ذلك
ولا تضعين أيًا من مساحيق التجميل في وجهك، ممكن تعملي قبلها ماسك لإزالة أي شوائب في وجهك وتهتمي ببشرتك قبل ما يجي بحيث تظهري على طبيعتك
إن كنت تعانين من مرض يضر به، فيجب عليكِ إخباره حتى لا تدخلين تحت طائلة الغش والخداع وفي النهاية لا أحد سيتضرر غيرك لأنه بعد الزواج إن اكتشف الأمر له الحق في فسخ الزواج وتطليقك
وهو كذلك يخبرك إن كان لديه مرض يضر بك وإلا فلك حق فسخ العقد بعد اكتشافك الأمر
لو معه أبوه أو أخوه، لا تخرجي وإن خرجت فيكون بكامل حجابك لأن الرؤية تكون شرعية له هو فقط وليس الأهل والأحباب والعيلة والجيران!
طيب أهلي مش ملتزمين وخدعوني وبلغوني إنه لوحده ولما دخلت لقيت والده وأخوه
في الحالة دي تلفي وترجعي تاني مباشرة
=مش هيكون في إحراج لأهلي ولأهله طيب؟
_ في الحقيقة لأ، لأن هما اللي أحرجوا نفسهم، الأخ هو اللي أحرج أهله لما جابهم معاه في رؤية شرعية
وأهلك أحرجوا نفسهم لما خدعوك، أما أنتِ فلم تفعلي إلا الصواب وما يرضي الله عنكِ، لأنك لو كملت ودخلت وقعدت هتكون وصمة في حياتك إنك كشفت وجهك أمامهم + أهلك هيتعدوا على خداعك ويعملوا اللي هما عايزينه لأنهم عارفين إنك مش هتكسفيهم! ما علينا، دا موضوع عايز منشور لوحده.
ستدخلين بهيبة ووقار وتُلقين السلام على الجميع ولا أفضل خروجك بالمشروب في يدك، لأن دا بيوترك أكتر
حد من أهلك يدخل المشروب وأنت تدخلي خلفه، دا هيرفع الحرج عنك شويا أثناء دخولك للجلوس معه
ثم تجلسين أمامه حتى يسهل عليه رؤيتك، لا تجلسين بجانبه أو عن يمينه أو شماله، بل تجلسين أمامه فيسهل عليكِ رؤيته ويسهُل عليه رؤيتك
وانتظري حتى يفتح الحديث معك، حينها سيسهل عليكِ بدء حديثك وطرح ما عندك
اسأليه أولًا عن عقيدته، قوليله: ما هي عقيدتك؟ أو نهجك إيه؟ عقيدتك إيه؟
بتقرأ لمين أو بتسمع لمين؟
لو أنت منتقبة أو حابة تنتقبي اسأليه: إيه معتقدك في النقاب؟ أو إيه رأيك؟ إيه رأيك في اللحية؟
لو بتشتغلي في الدعوة قوليله: ممكن تمانع عملي في الدعوة أو تحفيظ القرءان بعد الزواج؟ قوليله إيه هدفك من الزواج؟
وافصلي ما بين كل سؤال بسؤال خارجي عن حياته، مثل كيف حال الوالدة والوالد؟ ولو أمه جات معاه تحدثي معها قليلًا، وارجعي اتكلمي معاه تاني وكملي أسألتك
لو مش حابة بيت عيلة اسأليه: بالنسبة لك بيت العيلة أفضل ولا الإستقلال بحياتك؟
وحافظي على هدوءك ووقارك ولا تتحدثي بشكل سريع حتى لا تتلعثمي، وأثناء حديثك انظري بعيدًا عنه لأنه بالطبع سيكون ناظرًا إليك فإذا نظرت إليه ووجدتيه ينظر إليك ستتلعثمي وستخجلين منه.
بعد ما تنتهي الرؤية الشرعية خذي وقتك وفكري واستخيري الله عز وجل والأحلام مالهاش علاقة بالإستخارة، مش دايمًا الحلم بيكون نتيجة الإستخارة لأنه ممكن ووارد جدًا يكون من الشيطان، حتى يصرفك عنه لأنه يعلم أنه صالح وسيكون زوج صالح لك، وإنما نتيجة الإستخارة تكون بتيسير الأمور أو تعسيرها، بارتياحك له أو نفورك منه واعلمي أن الأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
واسألي أهل الخبرة والمشورة، ولو احتجتِ تقعدي معاه تاني اطلبي من أهلك إنك حابة تقعدي معاه رؤية شرعية تاني حتى تأخذين قرارك بقلب مطمئن
أما بالنسبة للخجل، فهذا لن ينفعك في هذه المرة، أخوات كتير تقولي عايزة أفسخ وأهلي رافضين، وعندما أسألها عن السبب تقول: يوم الرؤية كنت مكسوفة أسأله أو أنظر إليه
لا يا أختي، هذا ليس ذنبه! هذا خطأك أنتِ! انظري إليه فهذا حقك، واسأليه لتتعرفي عليه
ممكن تنظري إليه من خلف الباب عندما تعلمي قدومه، وأثناء الرؤية انتظري أن يتحدث مع والدك أو أحد الحضور، فإذا صرف نظره عنكِ لينظر إلى من يحدثه، حينها انظري إليه، ولا تقولي فيما بعد لم أنظر إليه!
أخيرًا بُنيتي، كما قال العوام: الزواج بطيخة مقفولة
وقد صدقوا، رغم كل الإجتهاد اللي عملتيه في الرؤية الشرعية وفي فترة الخطبة عشان تتعرفي عليه، لن تعرفيه إلا عندما يُغلق عليكما بابٌ واحد، حينها ستعرفينه وسيعرفك وما قبل ذلك وهم
كم أخت ظهر لها صلاح خطيبها وبعد الزواج اكتشفت أنها مُبتلاة وعليها أن تصبر وتحتسب؟
ممكن الخاطب يكتشف خطيبته على حقيقتها بعد الزواج وينصدم فيها وفي أفعالها وتصرفاتها، وهكذا المخطوبة، بعد الزواج قد تكتشف أنها تزوجت رجل لا يعرف الله وظاهره غير باطنه!
المهم، كثير من الناس ظن أن المرأة الصالحة يتزوجها رجل صالح فقط فتتعجب إن وجدت زوجها فيما بعد لا يصلي أو لا يُحسن إليها
الزواج قد يكون إبتلاء من الله عز وجل مثلما يكون المرض ابتلاء، والفقر ابتلاء
فما عليكِ إلا الأخذ بالأسباب، والدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح، والتصدق بنية ذلك، واعلمي أنهما أصابَك لم يكن ليخطئَك وما أخطأك لم يكُ ليصيبَك.
