☘️كيف أثبت وردي من القرآن ؟!

 

بسم الله،

 

يقول: (حاولت أن أواظب على ورد قراءة القرآن يوميًّا لكن بلا فائدة، أواظب أيامًا وأترك أسابيع، فما العمل؟)

 

١) حين تعلم أن الله يقول: (وَالَّذِينَ جَـاهَـدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) فتصديقك كمسلم بوعد ربك يقتضي يقينك أنك إن حاولت وثابرت وأصررت فحتمًا سيوفقك الله إلى ما تريد من طاعته، فاحذف من قاموسك كلمة (بلا فائدة) التي يقـطـع بها عليك الشّـيـطـان كل طريقِ خيرٍ ليضمن يـأسـك من المحاولة ويغلق عليك باب الطـاعة.

 

٢) اجعل لنفسك دعوة سهلة تحفظها وتدعو الله بها ليعينك على المواظبة كأن تقول مثلًا: (اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ويسر لي قراءته والمواظبة عليها)، وكررها يوميًّا في سجود صلواتك أو في أي موطن من مواطن إجابة الدعاء.

 

٣) هذه النقطة مهمة: تجنب الإثقـال على نفسك بأوراد تفوق وسعك، فإن كنت في بداياتك مع القرآن وجعلت وردك اليومي من القراءة ربعين فقط فهو حسن، وإن كان حزبًا فهو الأفضل، ولا تزد على ذلك مهما هيّأت لك نفسك أنك قادر على قراءة جزء وجزءين وثلاثة، واستمر على ورد الحزب (أو الربعين)، ولا تبدأ في الزيادة عليه قبل مرور شهرين.

 

٤) ثَبِّت لنفسك موعدًا لقراءة وردك تقل فيه انشغالاتك لأدنى مستوياتها ولا تتخلـف عنه قط، ومن أفضل الأوقات لذلك قبل أذان الفجر أو بعد صلاة الفجر، أو ما يناسب حالك وأنت به أعلم.

 

٥) من باب التيسير يمكنك تقسيم وردك اليومي على مدار اليوم على مرتين أو ثلاثة، مع العلم أن قراءة حزب من القرآن لن تأخذ من وقتك أكثر من عشرين دقيقة بحال، والأفضل أن تنتهي من وردك مرة واحدة لكن لا بأس من تقسيمه إن أردت.

 

٦) هذه النقطة مهمة: إن فاتك موعد قراءة الورد الذي حددته لنفسك، فاحرص على تدارك الأمر وقراءته في أي وقت من اليوم نفسه، فإن انتهى اليوم دون أن تقرأ وردك لأي سبب فلا تجمع بين الورد الفائت وورد اليوم التالي، لا تفعل هذا، فأنت لازلت في بداياتك وليس هذا التصرف ملائمًا للمرحلة التي أنت فيها حاليًا وسيؤدي إلى عرقلتك عن الاستمرار، فدع اليوم يمضي واستأنف قراءة حزبك في اليوم التالي بلا زيادة.

 

لكن كيف تعالج تقصيرك وتتدارك ما فاتك من حسنات؟

استغفر الله، واعمل عملًا صالحًا يسيرًا كأن تُخرج صدقة، أو تقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات مثلًا، أو تسبِّح مائة مرة، أو ما يتيسر عليك من أعمال صالحة.

 

_إن وصلت إلى هذا الحال واكتفيت بالمواظبة على الحزب يوميًّا فقد أحسنت، وإن أردت الزيادة فإليك النقطة السابعة:

٧) امنح نفسك مهلة شهرين للثبات على ورد الحزب يوميًّا حتى تتمكن منه، ثم بعد مرور الشهرين زد ربعًا واستمر عليه شهرًا حتى تثبت علي خمسة أرباع، ثم بعد الشهر زد ربعًا واستمر عليه شهرًا حتى تثبت على ستة أرباع، وهكذا حتى يصل وردك لجزء كامل.

 

ولأنك وصلت إلى الجزء الكامل بعد مران طويل وتهيئة مستمرة، فستستطيع ساعتها المواظبة عليه دون انقطاع -بإذن الله- ومباركٌ عليك حينها المواظبة على ختم القرآن مرة شهريًّا، مباركٌ عليك ثلاثة ملايين حسنة كل شهر.

هل تعرف ماذا يعني أن تحفظ القرآن الكريم وتُثبِّتَ آياته في قلبك؟

 

١) حسنات كثيرة تثقل الميزان وأخرى تمحو السيئات بالتكرار الكثير للآيات والاستظهار المستمر للسور، فلكل حرف وحده عشر حسنات.

 

٢) شَغل الأوقات البينية بالاستظهار والتسميع كأوقات استقلال المواصلات وأثناء الأعمال المنزلية.

 

٣) انشغال اللسان بالتسميع وتكرار الآيات عن الغيبة والنميمة وفضول الكلام.

 

٤) نبذ فكرة هجر القرآن الكريم بالمداومة على المراجعة خشية ضياع المحفوظ.

 

٥) رسوخ اليقين في كلام الله وزيادة الإيمان به باعتياد تكرار الآيات فما تكرر تقرر.

 

٦) استحضار القلب والخشوع في الصلاة بقراءة جديد المحفوظ فيها.

 

٧) الاطلاع على كتب التفاسير للتَمَكنِ من التزام التسلسل الصحيح للآيات عند الاستظهار دون إفلات إحداها.

 

٨) تدبُّر الاختلافات بين المتشابهات لمعرفة الأسباب فلا يقع الخلط بين الآيات عند الحفظ.

 

٩) التفكر في العلاقات الرابطة بين المواضيع المتتابعة في السورة الواحدة ليجذب كلُّ موضوعٍ أخاه التالي دون نسيان ساعة التسميع.

 

١٠) تَفَهُّم الروابط بين معاني الآيات والأسماء الحسنى التي تُذّيِّلُهَا وتَخْتِمُهَا فلا يحدث التداخل بينها في الذاكرة.

 

١١) حب كلام الله وتعلق القلب به بطول المكث معه ساعات وساعات تُقضَى بين الحفظ والاستظهار والمراجعة ومطالعة التفاسير والتدبر والتفكر.

 

لومحتاج تحفظ مع اكبر موقع وأكاديمية علي مستوي العالم إنضم إلينا [email protected]

القران مورز يشن